الاثنين، 15 نوفمبر 2010

منقووووووووول / الفرق بين المجاراة (المعارضة( و المجادعة )المساجلة) و الأخوانيات:

بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين المجاراة (المعارضة(
و
المجادعة )المساجلة)
و
الأخوانيات:
الأخوان الأحباب احاول اليوم أن أناقش موضوعا ادبيا فى مجال الشعر الشعبى وماهى الا محاولة لاتقوم على أساس علمى ولا تحصيل أكاديمى, وانما هى محض أجتهاد شخصى (يعنى جمع تعريفات) والنية أن يدلى كل من له باع أو راى أضافى فى هذا الموضوع.
نبدا بشعر الأخوانيات وهى فى مصطلح الشعر(مصطلح شائع الاستخدام في الموروث الشعري العربي ويعني أن يرد شاعر على قصيدة لشاعر آخر بنص شعري مقابل، اما على سبيل التفكه والمداعبة أو على سبيل المعارضة والتحدي أو للتعبير عن عدم رضا الشاعر عن مضمون النص الأصلي وربما لأي سبب آخر، وقد غلبت تسمية الاخوانيات على هذه العملية الابداعية لأن غالب هذه المعارضات تمت في إطار ودي ولم تخرج على اصول العلاقات الاخوانية والحميمة بين الشعراء الذين كانوا في الغالب أصدقاء أو أخوان يجمعهم النسب الصادق تحت ظلال شجرة الكلمة المبدعة والموهبة السيالة والنظم الأنيق)
المجادعات لا تعد تصنيفاً أدبياً منفصلاً (على الأقل حتى الآن) ـ وحسب ظني أنها كمصطلح إجتراح سوداني خالص، خرج من رحم الدوبيت الذي لا تلتزم مجادعاته نظام )الموضوع الواحد)، ربما الفكرة العامة مثل: الغناء للطبيعة، أو الشجاعة. أيضاً مجادعات الدوبيت لا تعتمد اسلوب الحوارية أو الالتزام بالنصية المشتركة ولا حتى القافية نفسها ـ أما في شعر الأخوانيات ـ غالباً ما تكون المجادعة قليلة الأبيات ـ مع الضغط والتكثيف ـ أيضاً تناقش بالضرورة الموضوع المطروح في القصيدة السابقة ـ وقد تلزم القافية ـ ومن سماتها السرعة في الرد مما يضفي على المشهد الحواري الشعري نوعاً آخر من الحيوية والفاعلية والحراك ـ
الأخوانيات تختلف عن المجاراة ـوالتى هى المعارضة وسيأتى الحديث عنها_ على إفتراض مجمل الرد على قصيدة بقصيدة (استناداً للموضوع المطروح) ـ ولا يمكن وصف المجادعة (في الاخوانيات) بالجنس الأدبي المنفصل.
شعر الاخوانيات ً ظاهرة اصيلة ومتجذرة في الوجدان الشعري السوداني ـ وهذا يقودنا لنتطرق لمسدار( المطيرق) للشاعر الكبير محمد أبو سن المكنى بالحاردلو ـ (المطيرق) تصغير (مطرق) وهي العصا الصغيرة ـ إ المساجلة في المسدار اثارها موعد غرامي لآخر الليل للحاردلو فحضرت ووجدته مع ندمائه وعندما عادت، كان يغط في نوم عميق ولتدلل على حضورها أخذت عصا الحاردلو (المطيرق). فكبر في نفسه أن تسرق وهو كبير قومه ـ وعندما فهم ما حدث قال :
شهرتي في البنوت لا عن مصوع فاحت
ضايق غلبهن من شينتن بتاحت
جديع ودعتن بالليم على ما طاحت
هبرت كفتي وعقب المطيرق راحت

تداخل عليه شقيقه عبدالله الذي كان يعرف سر الموعد: وعبدالله هو من خاطبه الحاردلو قائلاً:
الزول السمح فات الكبار والقدرو
كان شافوهو ناس عبدالله كان يعذرو
السبب الحماني العيد هناك أحضرو
درديق الشبيكي البنتو فوق صدرو

المهم أن عبدالله قال مداعباً أخاه:
الليل المطيرق في نعيم وسرورة
وات النوم عبدتو ما قريتلك سورة
ساعتين ان صبر كت تحظى بالبتدورة
سعدك اصلو داك ما بجبر المكسورة

فرد الحاردلو يعتذر ويطلب السماح عن غفلته :
غفلة نومي ديك من يوما ماها مرية
واصبح حالي متل الدخلو الضبطية
اترجاك يا أبو التايه اول سيه
ما اتواخد واكون في حالة غير مرضية

رد عبدالله :
مسامح يا ابو يوسف ولو في مية
كونك للدغس بتسمح القافية
ان بقى للمطيرق شيلا جابلوا حكية
مي مسروقة لكن فيها حكمة خفية

رد الحاردلو:
بعرفك وكت تقوم في حجازة واجوادية
تبذل فيها نفسك بي صفاوة ونية
معلوم تصلح البطحاني والشكرية
لكين المطيرق ما بتجي غير دية

فتداخل عليهم الشاعر عدلان ود علي قائلاً:
جيب قاف المطيرق خلنا النتسلى
نتجادعبو في مجلس اخوك عبدالله
اضحك وانبسط خل فاطرك الينحلا
مي مسروقة اظنها عن برنجي الحلة

رد عبدالله :
شيلتا في الحقيقة مثبتابا الجيه
خوف مسك الضهر والخوف مع الكلية
في سبب المطيرق لا تسيلك ديه
انا ملزوم بها وتاني الضمانة عليا

الحاردلو :
مطرقي من بشم مرداً من الغصان
ونوناياً كتير جادعاه على الوديان
سراق المطيرق فيهو نوع رسيان
مو متل سراق حمارة الاسمو اخوك حسان

عبدالله :
شرقت المطيرق سيتها متل الزان
وده كلو السبب بريبة العنقان
ما شفناها السرقم أم جديدياً بان
كان تتنيى فيها نكتر الأوزان

الحاردلو:
طول بالعسين قانص بدور كلبي
ما لقيت مستحق نمي ونوادر قلبي
دحين يا بنية كان فد يوم معاي تنسلبي
هاك يا السمحة زي ما تدوري منى اطلبي

عبدالله :
من حس ساب رشوم الحار بقول وآ غلبي
ما لقيت لي وجيعاً بعرف الحاصل بي
شمبانيها مو براني خافس قلبي
زي هنتر نهار زنهارو واقف حربي

الحاردلو :
اعضاي انشوت والارض بقت ملاله
وعمري بلا لماك قط ما بشوفلو طلاله
بت السرة كان حكمت على بي لا لا
رضيان إن بقيت ودوني للشياله

عبدالله :
مطيرق الحار عليها الليلة جبنا مقاله
هي بقت سبب والمعنى لي من شالا
ستات اللبيق والفاطر البتلالا
بت السره فيهن جاز حسن في هلالا

الحاردلو :
لي ليم الدغس دايم الأبد قرهان
ومن قل الفلوس أصبحت في حرمان
فتشت البلد عدلان مع عرمان
ما لقيت ليك مثيل يا أم قرقداً كيمان.

في نهاية الحديث عن (مسدار المطيرق) اشير إلى أن المسدار ظل ينسب للحاردلو بالرغم من المشاركة المقدرة لشقيقه عبدالله التي لم تقل في النظم والمعني عن كلمات الحاردلو.
أيضاً هناك اخوانيات (الطيب ود ضحوية وطه الضرير) (مجادعات طه الضرير وصديقه الفنجري) (بين ود السميري وابو تله) وشاعرة البطانة المعروفة: شغبة المرغومابية. وغيرهم ـ قد أعود إليهم فيما بعد...
يُتبع......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق