الاثنين، 26 مايو 2014

أسمعينا جنان العباسى

أسمعينا جنان

محمد سعيد العباسى


أسفرى بين بهجة و رشاقة و أرينا يا مصر تلك الطلاقة 

و دعى الصب يجتلى ذلك الحسـ ـن الذى طالما أثار اشتياقه

كلنا ذلك المشوق و هل فى النـ ـاس من لم يكن جمالك شاقه

أنت للقلب مستراد و للعيـ ـن جمال يغرى و للشم طاقة

فتحت وردها أصائل آذا ر و قد قرط الندى أوراقه

أنت عندى أخت الحنيفة ما أسما ك ديناً و ما أجل اعتناقه

أنت ذكرتنى و لست بناس ٍ در ثدى رضعت منك فواقه

و عراصاً نادمتُ فيها الردينيـ ـات و السيف حمله و امتشاقه

فى صحاب لا القلب يرضى بديلاً لا و لا النفس عنهمو ملتاقة

ملكوا قوة البيان فجارَوْ ا فى ميادينه الفساح عتاقه

در در الصبا و أيام لهو قد تولت كومضة رقراقة

و حبيب ما طلعة البدر إن قيـ ـس و ما الريم لفتة و رشاقة

و سمير يحيى النفوس و مشتا ق ظريف يسعى بها مشتاقه

ما نسيم الصبا بشئ و لكن لى معنى فيكم أجاد استراقه

أسمعينا ( جنان ) لحناً شجياً و دعى " معبداً " . دعى " إسحاقه "

و اصرفى ساقى المدام فإنا ما حمدنا إبريقه و مذاقه

قد سقى الأصفياء كأساً رحيقاً و سقانا حميمه و غساقه

أيها النائمون هبوا فقد فا ت فريق بالأمس كنتم رفاقه

باعدت بيننا الخطايا و عاق الـ ـعزم منا حين السرى ما عاقه

فوردنا هذا السراب و عدنا بالأمرين من هوان و فاقة

ما كقطع الوتين شر ، و شر منه أن تقطعوا بمصر العلاقة

و متى رمتم التحرر فاسعوا إن فى السعى نيله و لحاقه

و انبذوا هذه التى زفها الغر ب لكم من حضارة براقة

ما لهذا الأسير و الزهو و البر د الموشى و ماله و الأناقة

هل نسيتم مطامع الغرب فيكم أم جهلتم يا قومنا إرهاقه ؟

أنا أدرى بحالهم من كثير أعرف الناس بالهوى من ذاقه

أجمعوا أمرهم فأحكم كل منهم الرأى ثم أعمل ساقه

و أتى ما أتى فكم حرمات ما رعاها و كم دم قد أراقه

نزلوا منزل المسوَّد منا ثم شدوا على الضعيف وثاقه

فغدا الأقوياء ضعفى و أضحى ذئباً من كان أنف الناقة

وحَِّدوا من جهودكم ثم سيروا بنفوس إلى العلا تواقة

و طريق الحياة أصبح وعراً فاسلكوه بحكمة و لباقة

و اعلموا أن للبلاد لحقـَّاً ترتجى من جهودكم إحقاقه

فى زمان ما نام قط و لم ينـ ـس سوانا تحريره و انطلاقه

لا تقولوا إنا قليل و لا وُسْـ ـع َ فعزم الرجال وسع و طاقة

و كفانا بالدين عروتنا الوثـ ـقى و بالضاد لحمة و صداقة

و بهذا النيل المبارك و النيـ ـل جميل من بره الله ساقه

و قديماً قد أظهر الله هذا الد ين ، و الشرك قد أطال رواقه

برجال كان الزمان عنيداً فأروه من بأسهم ما أفاقه

و أناروا به البسيطة دع مصـ ـرا دع الشام حصنه و عراقه

فتمشوا على هداهم سراعاً و أنيروا لشعبكم آفاقه

و سأحدو بكم متى عسعس الليـ ـل بلحن فيه الهدى و الذلاقة

إن فى دولة البيان جنوداً بعضهم قادة و بعض ساقة

سَمِّ شعراً ما صيغ للغرض الأسـ ـمى و إلا فقل : شعار الحماقة

و الأديب الأريب قبل رضاء الـ ـخلق يرضى بشعره خلاَّقه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق