أسمعينا جنان
محمد سعيد العباسى
أسفرى بين بهجة و رشاقة و أرينا يا مصر تلك الطلاقة
و دعى الصب يجتلى ذلك الحسـ ـن الذى طالما أثار اشتياقه
كلنا ذلك المشوق و هل فى النـ ـاس من لم يكن جمالك شاقه
أنت للقلب مستراد و للعيـ ـن جمال يغرى و للشم طاقة
فتحت وردها أصائل آذا ر و قد قرط الندى أوراقه
أنت عندى أخت الحنيفة ما أسما ك ديناً و ما أجل اعتناقه
أنت ذكرتنى و لست بناس ٍ در ثدى رضعت منك فواقه
و عراصاً نادمتُ فيها الردينيـ ـات و السيف حمله و امتشاقه
فى صحاب لا القلب يرضى بديلاً لا و لا النفس عنهمو ملتاقة
ملكوا قوة البيان فجارَوْ ا فى ميادينه الفساح عتاقه
در در الصبا و أيام لهو قد تولت كومضة رقراقة
و حبيب ما طلعة البدر إن قيـ ـس و ما الريم لفتة و رشاقة
و سمير يحيى النفوس و مشتا ق ظريف يسعى بها مشتاقه
ما نسيم الصبا بشئ و لكن لى معنى فيكم أجاد استراقه
أسمعينا ( جنان ) لحناً شجياً و دعى " معبداً " . دعى " إسحاقه "
و اصرفى ساقى المدام فإنا ما حمدنا إبريقه و مذاقه
قد سقى الأصفياء كأساً رحيقاً و سقانا حميمه و غساقه
أيها النائمون هبوا فقد فا ت فريق بالأمس كنتم رفاقه
باعدت بيننا الخطايا و عاق الـ ـعزم منا حين السرى ما عاقه
فوردنا هذا السراب و عدنا بالأمرين من هوان و فاقة
ما كقطع الوتين شر ، و شر منه أن تقطعوا بمصر العلاقة
و متى رمتم التحرر فاسعوا إن فى السعى نيله و لحاقه
و انبذوا هذه التى زفها الغر ب لكم من حضارة براقة
ما لهذا الأسير و الزهو و البر د الموشى و ماله و الأناقة
هل نسيتم مطامع الغرب فيكم أم جهلتم يا قومنا إرهاقه ؟
أنا أدرى بحالهم من كثير أعرف الناس بالهوى من ذاقه
أجمعوا أمرهم فأحكم كل منهم الرأى ثم أعمل ساقه
و أتى ما أتى فكم حرمات ما رعاها و كم دم قد أراقه
نزلوا منزل المسوَّد منا ثم شدوا على الضعيف وثاقه
فغدا الأقوياء ضعفى و أضحى ذئباً من كان أنف الناقة
وحَِّدوا من جهودكم ثم سيروا بنفوس إلى العلا تواقة
و طريق الحياة أصبح وعراً فاسلكوه بحكمة و لباقة
و اعلموا أن للبلاد لحقـَّاً ترتجى من جهودكم إحقاقه
فى زمان ما نام قط و لم ينـ ـس سوانا تحريره و انطلاقه
لا تقولوا إنا قليل و لا وُسْـ ـع َ فعزم الرجال وسع و طاقة
و كفانا بالدين عروتنا الوثـ ـقى و بالضاد لحمة و صداقة
و بهذا النيل المبارك و النيـ ـل جميل من بره الله ساقه
و قديماً قد أظهر الله هذا الد ين ، و الشرك قد أطال رواقه
برجال كان الزمان عنيداً فأروه من بأسهم ما أفاقه
و أناروا به البسيطة دع مصـ ـرا دع الشام حصنه و عراقه
فتمشوا على هداهم سراعاً و أنيروا لشعبكم آفاقه
و سأحدو بكم متى عسعس الليـ ـل بلحن فيه الهدى و الذلاقة
إن فى دولة البيان جنوداً بعضهم قادة و بعض ساقة
سَمِّ شعراً ما صيغ للغرض الأسـ ـمى و إلا فقل : شعار الحماقة
و الأديب الأريب قبل رضاء الـ ـخلق يرضى بشعره خلاَّقه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق