الاثنين، 26 مايو 2014

بين الرياء والحياء عبدالله الطيب

كلما لاح برقها خفق القلـبُ وجاشت من الحنين العروقُ
وأُراها بغتا فيوشك أن يُســمَعَ من هاجس الضلوع شهيق
وعلى صدرها ثنايا من الخزْـزِ مُلِحّ من تحتهن خُفوق
وتراءت بجيدها مثلما يشــترف الظبي أو يَشِبُّ الحريق
أتمنى دُنُوَّها ثم أنأىفَرَقَ الناس, إنني لَفَروق
وأظن الرقيب يرمقني منكل فج له سهام وبوق
وهي تزجي الحديث من فمها الناعِسِ, يا حبذا النبيذ العتيق !!
وأشارت بنانها ومن العســجد وَقْفٌ وللثنايا بريق
والمحيّا ريّان طلق وطفل الــحب في الناظر الضحوك غريق
تَدّعي غير حبها فتعاصيــه وفي سرك الحفيُّ الرفيق
وتخاف الصدود منها إذا صدْـدَتْ وإن أقبلت فأنت تضيق
ذق لَمَاها وضُمّ موجة ثدييــها فإن الحياء دِين رقيق
مشرق في شبابها عنب الفتــنةِ هَلا وقد دعاك تذوق
شاقك المورد الرّويّ وما حظْــظك إلا التصريد والترنيق
أَوْمضت مُزْنة الجمال بساقيــها وطير الصِّبا حبيس يتوق
ليت شعري عن الرقيب أيغفوناظر منه أم إليها طريق
أم يَبَرّ الزمان لاعج أسوان بوصل فقد براه العقوق
عَدِّ عنها فقد عداك رياء النْــناس لا يسلك الرياء المشوق
وابك أيامك اللواتي تقضّيــن فقد باين الشبابُ الأنيق
ما تملّيت غير زهرة آمال طوتهامن الليالي خريق
وعزاء الفؤاد كأس من الشعــر دِهَاق حَبابُها مرموق
أَنّةُ المرهق الأسير وفي جنــبيه من ثورة مَريدٌ طليق
أي شيء هذي الحياة سوى قيــد يُعنّي الخطا وذعرٍ يسوق
وعبيدٌ هذا الأنام وعين الــله عَبْرى وسيفُه ممشوق
ونظن الحقوق ترجعها العقـبى وضاعت مع المطال الحقوق
وكأن الحمام غاية ما يطــلبه المستهام والمعشوق
فَرُوَيْدَ الفؤاد في سِنَةِ العمــر رويدا فعن قليل يُفيق
حين لا تنفع الندامة إذ خرْـرَ من الأَيْنِ عَدْوُكَ المسبوق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق